بومدين
وبن بلة وبن جديد وبوضياف وبوتفليقة
الجلفة
– احمد بختي الكيلاني (الاستشرافي)
مقدمة
قد ظهر
هذا الحرف الباء في تاريخ الجزائر منذ مدة، وثبت مكانته في المشاركة في قيادة شؤون
الجزائر سواء ابان الثورة التحريرية او بعد الاستقلال، ورغم التناقض والتباين الواضح
بين الشخصيات التي حملت هذا الحرف في اسمائها (لقب) الا ان حرف الباء صاحبه كان دوما مميزا وله أثر واضح ابان
الثورة وبعد الاستقلال في دواليب الحكم.
فنجد
حرف الباء في المقاومة الجزائرية باسم بوعمامة،
وبالنسبة للثورة التحريرية، (وعلى سبيل المثال لا الحصر) سأذكر بعض الشهداء الذين تبدأ
أسمائهم بحرف (الباء) العربي بن مهيدي، مصطفى بن
بو لعيد، بوقرة، بوصوف، بن
بوعلي، بوراس ... الخ.
وبالنسبة
للمجاهدين الذين لازالوا على قيد الحياة نذكر أسماء قليلة لان القائمة تطول جدا
منهم: لخضر بورقعة، جميلة بوحيرد.
وعند
ملاحظة هذه الأسماء تجد الغالب هو حرف الباء
مع حرف الواو (بو) او (بن)، ومن هذا نتذكر العلامة عبد الحميد بن باديس كذلك المفكر مالك بن نبي، وعالم الاجتماع عبد الرحمن بن خلدون، والشيخ بـيوض،
والقائمة تطول، وقد صلح حرف الباء مع
حرف النون (بن) في العلم والدين وكان
صاحب الاسم الذي يحمل (بن) له صيت
واستقامة وتأثير في مجاله وخاصة الادب والدين والعلوم.
ولو
أردنا النظر الى حرف الباء عالميا نقول
نابليون بونابرت، بـلير، بوش،
بوتين، بـــان كي مون، وأشهر شخصية عربية بن لادن، وبالنسبة للموارد الطبيعية الأكثر
استهلاك ولها مكانة عالمية بـترول،
وبالنسبة للحضارات حضارة بـابل.
واما بالنسبة للساحة السياسية ظهر بلحاج علي، وبلخادم،
وعبد السلام بلعيد، والمترشح علي بن فليس الذي اقيل او استقال من الحكومة، وبوجرة
سلطاني، والمترشح بلعيد عبد العزيز والقائمة تطول.
الموضوع
تتشابه
أسماء خمسة رؤساء جزائريين في اول حرف من اسم كل منهم، واختلفوا في ثاني حرف من
اسم كل منهم.
فكان
اول حرف من أسماء الرؤساء الخمسة يبدأ بحرف الباء (ب).
وكان
ثاني حرف من أسماء ثلاث رؤساء هو الواو، وتشكل من الحرفين الاولين الباء والواو (بو) ويدل على الاب.
وكان
ثاني حرف من أسماء رئيسين هو حرف النون، وتشكل
من الحرفين الاولين الباء والنون (بن) ويدل
على الابن.
بالنسبة
لمن حمل اسمهم حرفي بو في اول الاسم
هم: بومدين (بوخروبة)، بوضياف، بوتفليقة،
فالرئيسان بومدين وبوضياف يتفقان في نهايتهما رحلا رئيسان، أي
توفيا في السلطة، أحدهما رحل وهو رئيس ميتا وهو بومدين،
والأخر رحل وهو رئيس مقتولا وهو بوضياف،
وبالنسبة
لمن حمل اسمهما حرفي بن في اول الاسم هما:
بن بلة، بن
جديد، فالرئيسان بن بلة وبن جديد يتفقان في نهايتهما رحلا خارج الرئاسة، أي
توفيا خارج السلطة، أحدهما اقيل وهو بن بلة، والأخر استقال
وهو بن جديد.
إذا
دققنا في هذه المعطيات نستطيع القول بأن:
من
حمل اسمه بو فهو في السلطة باقيا الى
ان يتوفاه الله تعالى
ومن
حمل اسمه بن فهو من السلطة مبعدا سواء بالعزل او الاستقالة.
وعليه
نطرح سؤال: فهل بوتفليقة المترشح الحر للعهدة الرابعة سيفوز بهذه العهدة ولا يرحل
من السلطة الا وهو رئيس (اطال الله في عمره)، كما حدث مع كل من بومدين وبوضياف؟
الجواب
الأكيد ان العلم لله هو وحده اعلم.
الاستنتاج
وإذا
أردنا استخراج جواب عن طريق الاستشراف بالرجوع لمقولة "التاريخ يعيد نفسه"
ونسقطه على الحروف نقول بوتفليقة باقيا في السلطة الى ان يتوفاه الله تعالى (والله
اعلم)، وهذا يعني انه سيفوز بعهدة رابعة وسيرحل رئيسا. والعلم لله وحده وهو الموفق
والمستعان.
ويبقى
هذا التخمين مجرد قراءة منطقية، ولله في خلقه شؤون، والله وحده عنده علم الغيب وهو
اعلم بكل شيء سبحانه وتعالى علوا عظيما.